منهجية البحث العلمي وتقنيات انشاء المذكرات والاطروحات الجامعية
مقدمة:
لما كانت العلوم النفسية والتربوية تتعرض بين الحين والآخر إلى حملات نقد قوية بأنها مازالت مشروعا لفلسفة الكلام التي لا تستقر على حقيقة ثابتة حيث إنها دائمة التغير تبعا لاجتهادات فلسفية من هنا وهناك، فإنه من حين لآخر تظهر بعض القضايا الإشكالية المنهجية والإحصائية بالبحث في مجال صعوبات التعلم باعتباره أحـد مجالات التربية الخاصة الرئيسة، ويقف الباحثون حيال هذه القضايا مواقف كثيرا ما تكون متباينة، كل متأثر بفهمه للقضية المطروحة ومدى تأثيرها وبخلفيته في منهجية البحث النفسي والتربوي.
إن الإرتقاء ببحوث صعوبات التعلم أري أنه يحت علينا أن نتجه اتجاها صادقا إلى إعادة قراءة الواقع, وإلى نقد الذات, وغالبا ما نفتقد هذه الثقافة, أن ننقد أنفسنا, وأن نقرأ واقعنا بعيدا عن الانحياز أو التعصب أو محاولة المجاملة على حساب حركة التقدم والرقي ببحوث صعوبات التعلم التي ينبغي أن نضعها نصب أعيننا في رؤيتنا المستقبلية لرقي هذا المجال من مجالات التربية الخاصة والوصول به إلى تحسين جودة الحياة النفسية والأكاديمية والاجتماعية للمتعلم
العربي
وأبدأ باستعراض كم الإنتاج العلمي (رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه) الذي اطلعت عليه خلال الفترة الأخيرة؛ حيث تم الإطلاع على (550) من رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه في خمس عشرة دولة عربية هي: (مصر، والكويت، والجزائر، والسعودية، وفلسطين، والسودان، والأردن، والعراق، وليبيا، وسوريا، وسلطنة عمان، والبحرين، وقطر، واليمن، وتونس) تمت خلال ثلاثة عقود ونيف، وتحديدا في الفترة الزمنية من عام (1988 – 2021م). وقـد لـوحظ أن تلك الرسائل والأطروحات دارت حـول فـئـات فـرعيـة مـن صعوبات التعلم سـواء ذوي صعوبات التعلم ممـن هـم منخفضي التحصيل أو مـن ذوي صعوبات التعلم الموهوبين والمتفوقين, وتناولـت تـلـك الـرسـائل والأطروحات صعوبات التعلممن خلال الفئات الفرعية التالية: صعوبات التعلم النمائية, وصعوبات التعلم الأكاديمية, وصعوبات التعلم الاجتماعية والانفعالية, وتناولت تلك الرسائل والأطروحات متغيرات تتصل بعلم النفس التربوي، والفسيولوجي، والنيوروسيكولوجي، وعلم النفس العصبي المعرفي، والصحة النفسية.
وعند الحديث عن أهم ايجابيات تلك الرسائل والأطروحات نستطيع أن نقول أن القليل منها عكس التطورات العالمية, وتناولت مشكلات واقعية يعاني منها مجتمعنا العربي بالفعل.
أما عن السلبيات التي استطعنا رصدها بصفة عامة, نلاحظ أن أكثر الموضوعات التي دارت حولها تلك الرسائل والأطروحـات مـوضـوعات تقليدية ولا تعكس التطورات العالمية, كما أن الرسائل والأطروحات في معظمهـا لـم تتناول مشكلات واقعية يعاني منها مجتمعنا العربي, وبالتالي فقد أغفلت الفائدة العملية, ولا ننسي أن الجانب التطبيقي لتلك الرسائل والأطروحاتهو في غاية الأهمية لأن من أهداف البحث العلمي أن نتوصل إلي حقائق ومعارف وأساليب علمية تساعد في تحسين ظروف معيشتنا, صحيح أن للبحث أهدافا نظرية تتمثل في المعرفة والوصول للحقيقة, لكن الغايات
العملية للبحث هامة أيضا, وإلا بقينا نتحدث في حدود الأفكار والنظريات لا حدود الواقع العملي والتطبيقات. ومن حيث الأخطاء المنهجية والإحصائية الشائعة التي تم ملاحظتها في الرسائل والأطروحات بداية من العنوان فانتهاء بالمراجع وتوثيقها وما ينبغي أن يكون عليه كل عنصر من عناصر الدراسة, فسوف يتبع الباحث الحالي ما اتبعته الأنصاري (2010، 11 – 24) في دراستها من خطوات يمكن إجمالها فيما يلي:
أولاً: عنوان الدراسة:
يحدد عنوان الدراسة الإطار الرسمي للموضوع محل البحث ويجسد فكرته الرئيسة العامة، ويجب أن يكون
أكثر إلتصاقا بالموضوع من حيث الدلالة (يشتمل على العناصر المحددة والمطلوبة للبحث).
للتحميل اضغط هنا
تعليقات
إرسال تعليق