مدخل عام في الأنثروبولوجيا
حاولنا في هذا الكتاب دراسة
الأنثروبولوجيا باعتبارها آخر العلوم الإنسانية من حيث النشأة ومن حيث النتائج العلمية
الهائلة التي حققتها ولتبيان ذلك أسسنا .
ملخص الكتاب:
حاولنا في هذا الكتاب دراسة
الأنثروبولوجيا باعتبارها آخر العلوم الإنسانية من حيث النشأة ومن حيث النتائج العلمية
الهائلة التي حققتها ولتبيان ذلك أسسنا لمفهوم الأنثروبولوجيا في معانيه الدلالية والوظيفية
وفي علاقته بالعلوم الأخرى كعلم الاجتماع، علم النفس، علوم التربية، علم الاقتصاد والاثنولوجيا...
الخ
وربطنا هذا العلم بمسألة التطور
المعرفي والسياقي اللذين ساهما في استقلاليته من حيث الموضوع والمنهج، ضف إلى ذلك الصراعات
الكبرى بين مختلف أقطاب هذا العلم والنظريات التي أبدعوها وأسسوها وهذا ما أعطى لهذا
العلم ثراء مفاهيمياً نظرياً وإجرائياً ولهذا نجده قد رسم ملامح مستقبلية تجعل منه
أكثر العلوم الإنسانية فاعلية من حيث الأكاديمية والموضوعية.
(المؤلف) مصطفى تيلوين - أستاذ بكلية العلوم الاجتماعية
والإنسانية – الجزائر.
حاصل على درجة ماجستير فلسفة العلوم،
وهو بصدد التحضير لنيل شهادة الدكتوراه. متخصص في الدراسات الابستيمولوجية المعاصرة.
المقدمة :
تعتبر الأنثروبولوجيا علماً
من العلوم الإنسانية التي لاقت رواجا كبيرا وشهرة واسعة خصوصاً في الدول الانكلوساكسونية
وبشكل متميز في الولايات المتحدة الأمريكية باعتبار هذه الأخيرة خليطاً ومزيجاً من
الثقافات والاثنيات فأغلب الإبداعات النظرية والعملية كانت في هذا البلد، أي الولايات
المتحدة الأمريكية واتسمت الأبحاث الأنثروبولوجية في مجملها بالنزعة الثقافية، وأطلق
على علماء الأنثروبولوجيا الأميركيين اسم أصحاب المرجعية أو التيار الثقافي من دون
أن ننسى فرنسا التي دخلت خريطة البحث الأنثروبولوجي من خلال مجموعة من الأسماء العالمية
أمثال: "كلود ليفي ستراوس "جورج دومـيـزيل" و"مـارسـيـل مـوس"
إلا أن غايات الأنثروبولوجيا وأهدافها في فرنسا كانت تختلف اختلافاً كبيراً عما هو
موجود في أميركا. فالهدف الاستراتيجي والرئيسي للانثروبولوجيا الفرنسية أو الإثنولوجيا
هو معرفة الآخر، أي معرفة ثقافته وطريقة تفكيره وقيمه من أجل امتلاكه أو بالأحرى استغلاله
واستعماره. باختصار، إن الأنثروبولوجيا الفرنسية كانت لها أهداف استعمارية، إذ ساعد
الانثروبولوجيون ساسة فرنسا في استعمار الكثير من الدول وعلى رأسها الجزائر .
إن هذه المقاربة بين مرجعيتين انثروبولوجيتين مختلفتين بين الدول الانكلوساكسونية التي تتزعمها أميركا والدول الفرنكوفونية التي تتزعمها فرنسا. لكن بالرغم من بعض العناصر السلبية التي احتوتها إلا أن إيجابياتها كانت أوسع وأشمل فكيف ذلك؟ إن الأنثروبولوجية مهما كان المكان الذي أنتجت فيه فإنها، بالدرجة الأولى، بحث إنساني كامل وشامل حول المكتسبات الثقافية والقيمية للإنسان؛ فبفضل هذا العلم استطعنا نحن كائنات القرن الواحد والـعـشـرين، أن نعرف نمط وطبيعة وطريقة تفكير المجتمعات التقليدية، ومن خلال هذا الكتاب سنحاول رصد وتنبع أهم إنتاجات الأنثروبولوجيا من الناحية التنظيرية والميدانية، وأهم التيارات والمدارس التي ساهمت في بلورة وصياغة الـشـكـل الـعـام للبحث.
للتحميل اضغط هنا
تعليقات
إرسال تعليق